عندما يصدر خطأ فادح بحق أحدنا، ثم يأتي صاحب الخطأ معتذراً نادماً خجلاً وجلاً، فإننا لا نسامحه فقط، بل يتحوّل عداؤنا له إلى حب.. وخاصة إذا رأينا أن صاحب الخطأ في مقام التعويض، بل أنه في بعض الحالات تتوطد العلاقة إلى درجة الصداقة الحميمة.. أوَلا نحتمل أن التائبين الصادقين، من الممكن أن يصلوا إلى هذه الدرجة من الأنس بالله -تعالى- ولو بعد عمر طويل من المعصية؟.. أوَليس هو الذي يصرّح بأنه يحب التوابين؟.. أوَليس هو الذي يدعو المسرفين على أنفسهم بالعودة إليه؟!.. ما أرأفه من رب!..
****
تحديث: الجمعة 4 ربيع الأول 1431 - 19/2/2010 - 55 رمة)
حــكــمــة هذا الــيــوم
أوصى آدم ابنه شيث (عليهما السلام) بخمسة أشياء وقال له: اعمل بها وأوص بها بنيك من بعدك: أولها: لا تركنوا إلى الدنيا الفانية، فإني ركنت إلى الجنة الباقية، فما صحب لي، وأُخرجت منها. الثانية: لا تعملوا برأي نسائكم، فإني عملت بهوى امرأتي، وأصابتني الندامة. الثالثة: إذا عزمتم على أمر فانظروا إلى عواقبه، فإني لو نظرت في عاقبة أمري، لم يصبْني ما أصابني. الرابعة: إذا نَفَرت قلوبكم من شيء فاجتنبوه، فإني حين دنوت من الشجرة لأتناول منها نَفر قلبي، فلو كنت امتنعت من الأكل ما أصابني ما أصابني. جواهر البحار
***
قال النبي (): إن يوم الجمعة سيد الأيام، تضاعف فيه الحسنات، وتمحى فيه السيئات، وترفع فيه الدرجات، وتستجاب فيه الدعوات، وتكشف فيه الكربات، وتقضى فيه الحوائج العظام.. وهو يوم المزيد من الله، فيه عتقاء وطلقاء من النار، وما دعا فيه أحد من الناس، وعرف حقه وحرمته، إلا كان حقاً على الله أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار.. فإن مات في يومه أو ليلته؛ مات شهيداً وبعث آمناً.. وما استخف أحد بحرمته، وضيع حقه؛ إلا كان حقاً على الله أن يصليه نار جهنم؛ إلا أن يتوب!..
***
ملء القلب!..
إن مثل القَلبِ كمثل الكأس، إذا لم يُملأ ماء أو أي سائلٍ آخر؛ فإنه سيملأ بالهواء.. إذ لابد من أحد الأمرين: إما الهواء، وإما السائل.. والقلب كذلك لابد أن يُملأ: إما بالهوى، وإما بالهدى.. وبالتالي، فإن لم نملأ القلب بذكر الله عز وجل، فالنتيجة الطبيعية هي امتلاؤه بوسوسة الشيطان.. والقرآن الكريم يشير في هذه الآية: ﴿فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ﴾ إلى أنه ليس هنالك حالة وسطية: فإما الحق، وإما الضلال.. والقلب كذلك: إما أن يكون مرتعاً للشيطان، وإما مهبطاً لأنوار الرحمن!..
**** التفويض إلى البصير بالعباد
يختم الحق قوله في: ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾.. بذكر (العباد).. ومن ذلك يستشعر أن الحق المتعال (يصرّف) شؤون الفرد المفوض للأمر إليه، من خلال (سيطرته) على العباد، بمقتضى مولويته المطلق وإحاطته بشؤون الخلق أجمعين.. فالحق -الذي فوض إليه العبد أمر الرزق مثلاً- هو البصير بكل العباد، فيختار منهم من يكون سببا لسوق الرزق إلى ذلك المفوّض.. وهكذا الأمر في التزويج وغير ذلك من شؤون الحياة، الجليلة منها والحقيرة
FiNaL FaNtAsY
المدير العام ومؤسس المنتدى
تاريخ التسجيل : 17/12/2009 العمــــــــــر : 37
موضوع: رد: ملء القلب والتفويض إلى البصير بالعباد الجمعة فبراير 19, 2010 10:52 pm
موضوع رائع استاذي العزيز بارك الله بك
جعله الله في ميزان حسناتك
ابو الغيرة
عضو جديـد
تاريخ التسجيل : 30/01/2010
موضوع: رد: ملء القلب والتفويض إلى البصير بالعباد الجمعة فبراير 19, 2010 10:58 pm
موضوع رائع جدا
احسنت وابدعت
بارك الله بك
تحياتي
???? زائر
موضوع: رد: ملء القلب والتفويض إلى البصير بالعباد الأحد فبراير 21, 2010 2:44 am
بارك الله بكم اخي الفاضل سعد والاخ الكريم ابو الغيرة نسال الله ان يملى قلوبكم وايانا بالايمان شكرا لحضوركم وتقديركم الكريم
آجام
الأدارة
تاريخ التسجيل : 18/02/2010
موضوع: رد: ملء القلب والتفويض إلى البصير بالعباد الإثنين فبراير 22, 2010 3:03 am