عزفٌ على قيثارة الالم بين كهوف العدم.
بين الأنوار الخافتة التي تقبع في سراديب الذاكرة
و الأفكار المخنوقه بلفافات التبغ ..
تمرُّ صورٌ عتيقة تُهَرهِرُ منها النجوم ...
و تشتعلُ النفسُ بالألم فتثور على الكلمات وتمارس سطوتها عليها ..
.
.
.
عزفٌ على قيثارة الالم بين كهوف العدم.
.
ليل حُزْني و ارْتعاشُ أناملي
ربِّيْ بعيْدٌ عنْ أنينِ صوامِعيْ
....
أطْيافُ منْ غابوا تجولُ بمسْكَنِيْ
كالشمْسِ تُحرِقُ صحْوَتِي ومضاجعيْ
...
وتنامُ فيْ عيني تصاويراً مضتْ
كمقاعدٍ تبْكيْ بصدْرِ الشارعِ
...
وأنا أفتِّشُ عنْ طريقٍ ضمَّنِي
ليُصافِحَ الذِكْرى بقلبٍ واسعِ
...
وأقلّبُ التوْقيتَ مثل روايةٍ
وأنازلُ الأيامَ مثلَ مصارعِ
...
ما زلت أعْزِفُ للحقول سنابلاً
وأحُطُّ في جفن الغيومِ مدامعيْ
...
ورسومُ وجْهِكِ غنْوةٌ جَبَلِيَّةٌ
والحزن عازِفَةٌ تَهزُّ مسامعيْ
...
سيْفٌ على قلْبي يمرِّدُ نصْلَهُ
و الشِعْر مقْلوبٌ ككأسِ مواجعِ
...
و مواكِبُ الأحلامِ مرَّتْ في المدى
تصْغي إلى حُزْنِ النشيدِ الراجعِ
...
و تغزُّ في ثغري رِماح قصائدٍ
وُلِدَتْ لِتَهْلكَ فيْ الأنينِ الناقِعِ
...
في غزْوةِ الأحْزانِ أُثْخِنَ خافقيْ
فَذَوىْ ينزُّ حُشاشتِيْ و زَوابعيْ
...
سابقْتُ في درْبِ السماءِ كواكباً
وأخذْتُ عنْ صوتِ الطيورِ شرائعيْ
...
فأنا خرابيش الطفولةِ فوقَ مرْ/
يولٍ يرَفْرِفُ فيْ المساءِ الضائعِ
...
وبلاغةُ الكلماتِ نفثةُ ريشتِيْ
ودمُ القصيدة أنْهُرٌ بشوارِعِيْ
...
صنَّعْتُ مِنْ رمْلِ الكلامِ زجاجَةً
حَفِظَتْ حنينيَ منْ رمالِ الواقعِ
...
وَحَفَرْتُ فيْ فِكْرِ الحروفِ حبيبةً
كانتْ كِنانةَ * أنْجُمٍ وروائِعِ
...
وأنا المغنِّي للجنائِزِ أحْرفيْ
هيَ مِعْزَفِيْ تهْذي كليلٍ خاشعِ
...
فيَّ الجِرَاحُ عميْقَةٌ كَجَهَنَّمٍ
وَالضوءُ في عينيَّ جنَّةُ راكعِ
...
والحزنُ مسْلولٌ علىْ قلبي فماً
لا يرْتوي وَدَمِي نبيذُ الجارِعِ
...
أرجوحةَ الألوانِ يا أيقونتيْ
جنِّيةَ الأحلامِ تحفةَ صانعِ
...
لا تنحتيني في طريق العمر تمْ\
ثالاً يئنُّ كعندليبٍ يافعِ
...
بل رافقيني في سهول الحزنِ مثْ\
لَ حِكايَةٍ تَشْدو كغُصْنٍ فارعِ
...
إني إذا جنَّ الهوى في خافقيْ
غنَّيت مُنفجِراً بِقَلبِ قواقعي
...
مِنْ صَوْلجانِ الجنِّ عندي خرْزةٌ
وعمامتي عِطْرُ الهدى فيْ الجامِعِ
...
هذي القصيدةُ دهْشَةٌ صوَّرتُها
تُعمي الشموسَ بِبَرْقِهَا المُتَواضِعِ
...
هذي القصيدةُ أضْلُعِيْ مَصْفوفَةٌ
حُصناً يصبُّ النارَ فَوق مُقارِعِيْ
...
في حارةِ الأحلامِ قلبي شُعْلَةٌ
وَحِصانُ شعري مِحْرَثٌ للزارِعِ
...
لكِنّني تَعِبٌ ومرْجُكِ أسْوَدٌ
والحزن يصْرُخُ مثلِ لونٍ فاقِعِ
...
مدٌ وجزرٌ في عيونِكِ والهُدىْ
دَفَنَ الطريقَ ونامَ نَوْمَ الوادِعِ
...
لمِّيْ ضيائَكِ واغْرُبِيْ عن عالَمِيْ
أُنشودَتِيْ اخْتَنَقَتْ بِصَوْتِيْ الدامِعِ
...
غيبي فإنَّ القلبَ قَدْ باعَ الأَمَلْ
منْ ذا يحسُّ الفَقْدَ مِثْلَ البائِعِ
...
أحلامنا كفَّتْ عَنِ الإِبْحارِ في
أُفْقِ الهوى ... فتعقَّلي و تراجعيْ
...
كَسْرٌ بِقافِيَةِ الزَمَانِ أنا وَقَلْ
بيَ كرْزةٌ نُهِشَتْ بِضِرْسٍ قاطعِ
...
جُرْحٌ يفرِّغُ أحْرُفِيْ في دَفْتَرِيْ
والمَوْتُ يزْأَرُ مِثْلَ لَيْثٍ جائِعِ
...
هيّا اتْرُكُوْنِيْ أَمْتَطِيْ ضَوْءَ الندى
وأَغيْبُ في نَهْرِ الأَثيرِ الناصِعِ
...
لا تسْألوا عنِّي الغَدِيْرِ ولاْ الرَشَا
دَرْبِي أنا فوْقِ الوُصولِ لِقاطِعِ
...
فَأَنَا بِصَحْرَاءِ الشُعورِ عريْشَةٌ
وعلى جبينِ الشِعْرِ ريشَةُ بارِعِ
.
علي ابراهيم
عزفٌ على قيثارة الالم بين كهوف العدم. السبت يناير 30, 2010 12:57
[b]